واصلت أسعار النفط استقرارها بفعل بيانات اقتصادية أميركية قوية اليوم الثلاثاء وسط تداول ضعيف بسبب عطلة عامة في اليابان وبدء المتعاملين إقفال مراكزهم لعام 2014 قبل عطلات عيد الميلاد والعام الجديد. وبحسب "رويترز" فقد قفزت عقود الخام الأميركي الخفيف لأقرب استحقاق أكثر من دولار إلى 56.85 دولار للبرميل قبل أن تتراجع إلى 56.08 دولار، في وقت ارتفعت عقود خام القياس الأوروبي مزيج برنت 45 سنتا إلى 60.56 دولار للبرميل. ورغم توقع تأثير البيانات الاقتصادية الأميركية على سوق النفط فإن الخبير النفطي محمد الشطي يؤكد لـ"العربية.نت" في اتصال معه "أنه مهما كانت التحولات في سوق النفط إيجابية تدريجيا فإننا لا ننسى أن السوق لا يزال متخماً بالفائض النفطي من خارج دول أوبك، ومن أجل إحداث التوازن لا بد أن يتأثر وهو يحتاج لمستويات ضعيفة من الأسعار، حتى يواصل رحلة الصعود بشكل طبيعي ". وحول توقعه لمسار الأسعار في ظل ارتفاع إنتاج العراق وليبيا قال "من الصعب توقع مسار الأسعار لكن برنت سيظل يدور حول 60 دولاراً في أفضل الأحوال وقد يتعافى من الهبوط المحتمل في النصف الأول مدفوعاً بوضع الفائض، وقال "سيكون النفط العراقي محط أنظار مراقبة السوق خلال الفترة المقبلة، خصوصا من شمال العراق وهو مرشح للزيادة وسيؤثر في السوق".تذبذب الأسعار وأكد الشطي أن تذبذب الأسعار سيستمر في ظل اضطراب الأسواق، إلا أنه أوضح أن اقتصادات دول الخليج قوية بفعل الفوائض المالية التي لديها لكن من دون شك فإن انخفاض الأسعار سيقلص الإيرادات، مما يضطر دول المنطقة لتعزيز خططها الاقتصادية التنموية والبعيدة المدى ". ووفقاً لرويترز، فقد توقع محللون أن تكون لبيانات قوية للناتج المحلي الإجمالي وطلبيات السلع المعمرة في الولايات المتحدة، والتي ستصدر في وقت لاحق يوم الثلاثاء تأثير في دفع الأسعار للصعود. ويأتي صعود الأسعار اليوم الثلاثاء في أعقاب ارتفاعات في جلسة متقلبة ليوم أمس حيث قفزت خلالها عقود برنت في البداية إلى حوالي 63 دولارا للبرميل بفعل أداء قوي للأسواق العالمية قبل أن تتراجع إلى ما يزيد قليلا عن 60 دولارا بعد أن قال وزير البترول السعودي علي النعيمي "إن منظمة أوبك لن تخفض الإنتاج حتى لو وصل السعر إلى 20 دولارا". إلى ذلك قال "بنك أوف أميركا ميريل لينش" في مذكرة بحثية "برنت قد ينخفض إلى أقل من 60 دولارا للبرميل على مدى الأشهر الستة القادمة وخام غرب تكساس الوسيط قد يهبط إلى 50 دولارا مع تزايد مخزونات النفط العالمية بشكل حاد من الآن." وأضاف قائلا "كلما تسارع هبوط أسعار النفط زاد الضرر على صناعة النفط العالمية. النفط قد يتعافى بشكل حاد بحلول نهاية 2015".