قفزت العقود الآجلة للنفط الخام في جلسة تداول اليوم الجمعة بأكثر من ثلاثة نقاط مئوية كاملة، بعد أن عاد المستثمرون للسوق بحثأص عن هذه العقود بأسعار رخصية بعد سقوطها إلى أدنى سعر في قرابة 6 سنوات في الجلسات الأاخيرة. ففي بورصة نيويورك التجارية (نايمكس)، قفزت عقود النفط الأمريكي الخام تسليم آذار/مارس بنسبة 3.56٪ أو ما يعادل 1.79 دولار لتسجل 52.28 دولار للبرميل، خلال ساعات الصباح بتوقيت الولايات المتحدة. وكانت هذه العقود قد سجلت إرتفاعاً كبيراً بنسبة 4.19٪، يوم أمس الخميس لتنهي تداولاتها عند 50.48 دولار للبرميل. وتراجع النفط بعد أن قال معهد ادارة التوريدات في الولايات المتحدة أن مؤشره لمدراء المشتريات للقطاع الصناعي قد إنخفض من 55.5 نقطة خلال شهر كانون الاول/ديسمبر إلى 53.5 نقطة خلال شهر كانون الثاني/يناير. وكان المحللون يتوقعون أن ينخفض المؤشر إلى 54.5 نقطة في كانون الثاني/يناير. وكانت أسعار النفط قد إرتفعت بعد أن قالت ادارة معلومات الطاقة الامريكية يوم أمس الاربعاء ان مخزونات الولايات المتحدة من النفط الخام ارتفعت بمقدار 6.3 مليون برميل الاسبوع الماضي الى ما مجموعه 413.1 مليون برميل، وهو الرقم الأعلى في السجلات التي يعود تاريخها إلى آب/أغسطس عام 1982. وساهمت تخفيضات الإنفاق الرأسمالي من قبل الشركات النفطية الكبرى جنبا إلى جنب مع انخفاض حاد في عدد حفارات النفط في الولايات المتحدة قد ساعدت في دعم الاسعار وسط آمال بإن وفرة الإمدادات العالمية الحالية لن تستمر. وبالإضافة إلى ذلك، قدمت المخاوف بشأن ضعف الانتاج في ليبيا والتوقعات بأن تأتي بيانات الوظائف الامريكية قوية الدعم للأسعار كذك. وتراجعت أسعار النفط بشكل حاد في الأشهر الأخيرة مع إستمرار منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في رفض الدعوات لخفض الانتاج، في حين وصل إنتاج الولايات المتحدة أعلى مستوياته في ثلاثة عقود، مما أدى إلى وفرة في الإمدادات العالمية. وكانت مجموعة (بيكر هيوز) للأبحاث الصناعية قد قالت يوم الجمعة الماضي ان عدد حفارات التنقيب عن النفط في الولايات المتحدة قد إنخفض بمقدار 94 حفارة أو ما يعادل 7٪، الأسبوع الماضي إلى 1223 حفارة، وهو أدنى مستوى لها منذ تشرين الاول/أكتوبر 2013. وكان عدد منصات النفط قد إنخفض في 13 من الأسابيع الـ16 الأخيرة منذ أن سجل أعلى مستوى له في التاريخ عند 1609 حفارة في منتصف تشرين الاول/أكتوبر. هذا وإستمر مضاربو النفط في متابعة أخبار اليورو الذي وجد الدعم بعد أن قال (فولفغانغ شوبله) أن الصعوبات المالية في اليونان هي نتيجة للمشاكل الداخلية، ولكن ألمانيا ستفعل كل ما في وسعها لمساعدة الدولة اليونانية في التغلب على هذه المشاكل. وكان شوبله يتحدث في المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده مع نظيره اليوناني (يانيس فاروفاكيس) في برلين يوم أمس الخميس. وكان البنك المركزي الأوروبي قد أعلن يوم الأربعاء أنه قد توقف عن قبول السندات اليونانية كضمان للقروض، مما يعني تحويل العبء من البنك المركزي الاوروبي إلى الحكومة اليونانية في جهودها لتوفير سيولة إضافية للمقرضين، مما سيؤدي لزيادة الضغط على أثينا. وجاء هذا الإعلان بعد أن قال وزير المالية اليوناني الجديد يانيس فاروفاكيس أن البنك المركزي الأوروبي يسعى للقيام "بكل ما يلزم" لدعم الدول الأعضاء مثل اليونان، وذلك في أول تصريح له عقب اجتماعه مع رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراجي. وفي بورصة العقود الآجلة في لندن، قفزت عقود نفط برنت الآجلة تسليم شهر آذار/مارس بنسبة 3.34٪ أو ما يعادل 1.879 دولار لتتداول عند 58.46 دولار للبرميل خلال ساعات الصباح بالتوقيت الأمريكي. وبذلك يسجل الفارق بين سعر برميل النفط الخام الامريكي ونظيره البيريطاني ما يبلغ 6.18 دولار. وفي وقت لاحق اليوم، ستقوم وزارة العمل الأمريكية بنشر تقريرها الشهري المرتقب، والذي يتضمن أرقاماً تفصيلية عن سوق العمل في أكبرإقتصاد في العالم، أهمها التغيير في عدد الوظائف في القطاعات غير الزراعية، ونسبة البطالة، والتغيير في معدل الأجور.